خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«غدر وكبرياء».. عرض مسلسلات الكيلو لا يزال مستمراً ... مطلوب مشاركة ذوي الاختصاص في الرقابة على الأعمال الدرامية

«غدر وكبرياء».. عرض مسلسلات الكيلو لا يزال مستمراً ... مطلوب مشاركة ذوي الاختصاص في الرقابة على الأعمال الدرامية

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

نزيه أبو نضال - لعل كثيرين غيري قد تورطوا، على امتداد الشهر الماضي، بمتابعة وقائع الدراما العربية «غدر وكبرياء»، على الأرضية والفضائية الاردنية، وهذا المسلسل، وفق أبسط المقاييس الفنية، هو شغل مقاولات ومقاولين، وتجار شنطة وبيع الفن المقدس بالكيلو، وتسويقه عبر عمليات سمسرة باتت معروفة للجميع: نفعني وانفعك!!
ومعنى هذا أن هناك سرقة مكشوفة للمال العام، والأخطر من ذلك سرقة زمن المواطن بتوريطه بـ  (33) سهرة حتى الآن، ولا يزال النصب مستمراً حتى كتابة هذه السطور.
ملاحظة:
 أنا هنا لا أوجه اتهاماً لأحد أو لجهة، فقد لا يكون هناك من (استفاد) من تسويق (الغدر)، والامر فقط ناتج عن الجهل فيما يجب عرضه على الناس الذين هم أغلى ما نملك!! ومثل هذا الاحتمال يدفعنا الى طرح السؤال الأكثر أهمية في هذا الاطار وهو: متى تصبح الرقابة على المصنفات الفنية منشغلة بما هو أهم من المسائل السياسية أو الامنية أو تلك التي تخدش الحياء العام؟ أعني حماية الذائقة العامة للجمهور المتلقي ومحاولة الارتقاء بها.. عبر الاهتمام بالسوية الابداعية للأعمال الفنية، بعيداً عن ملوثات المسلسلات البازارية، مع ما يحتاجه ذلك بالطبع من ضرورة اشراك فنانين وفنيين ومختصين مؤهلين للحكم على مدى صلاحية هذا العمل أو ذاك فنياً، قبل عرضه على الجمهور
ونحن نعلم أن هناك العشرات بل المئات من المسلسلات الفنية التي كان بالإمكان عرضها، بدل هدر وقت الناس بأعمال سطحية بائسة من نوع غدر وكبرياء. وهذا المسلسل يطرح سؤالاَ طريفاً هو:
 كيف يستطيع كائن من كان أن يحوّل حكاية، سبق واستنسخت فكرتها في مئات الافلام والمسلسلات، ولا يحتاج تقديمها إلى أكثر من سبع حلقات فيجري مطها بلا مهارة إلى 33 حلقة حتى الآن؟!
دعونا نروي لكم حكاية هذا المسلسل وهو للمخرج السينمائي محمد عبد العزيز، وأظنه عمله الاول في الدراما التلفزيونية، وكتبه محمود دهموش، وأعد له السيناريو والحوار محمد الباسوسي:
يروي المسلسل قصة المقامر جلال (كمال أبو ريا) أب لولدين: منى (غادة شريف) ومجدي (عصام شكري) وزوجة صالحة (لوسي)، وكيف قاده الادمان على القمار الى تحطيم اسرته، والتسبب في موت والد زوجته (احمد خليل) بل وتحطيم أسرة جاره علاء: ضابط التحقيق الطيب (ابراهيم يسري) الذي وثق به.. بعد القاء القبض عليه في بيت للقمار تديره كاميليا أو انصاف (سهام جلال) فيهرب جلال الى لبنان.. مما اضطره الى تقديم استقالته.. ومما جعله وزوجته (مها أبو عوف) يقفان ضد علاقة الحب الجميلة التي ارتبط بها ابنهما عادل (باسم فرح) بمنى.
نلحظ في ما تقدم عناصر تأسيسية نموذجية  لفيلم هندي هابط.. فالام (الهندية) لا تلبث أن تعمل في محل لبيع الزهور كي تربي ولديها.. فيما يسعى عم الاولاد علاء )عماد رشاد)، وهو صاحب صحيفة مستقلة، وبتحريض من زوجته العاقر الى ضم الطفلين، ولكن الأم (لوسي) تقاتل ضد ذلك، بل وترفض المساعدة المالية الشهرية التي عرضها العم حتى لا يتدخل أحد في حياتهما.
أكثر من ذلك فقد تمكنت من اكمال دراستهما الجامعية، وأن تدفع لشقيقتيها حقهما في ميراث البيت، كما نفاجأ مع ابنتها الدكتورة منى بأن الله قد أكرمها فاشترت بالسر عيادة  كي تقدمها لها هدية عند التخرج! مما يجعلني اعتقد أن مئات الالوف من النساء سيزحفن بعد المسلسل للعمل كبائعات في محلات الزهور!!
في لبنان وحيث يواصل جلال ادمانه على صالات القمار يلتقي بأحد المصريين هناك واسمه ماجد (عزت أبو العوف) ويتزوج شقيقته ثريا (ايمان) وهي سيدة أعمال وصاحبة شركات، يستعملها شقيقها، دون علمها، في تهريب صفقات سلاح مرتبطة بمسؤول في الموساد (غسان مطر) لتأجيج الحرب الاهلية اللبنانية.
ويسعى ماجد، ولا نعلم لماذا الى توريط زوج اخته بالقمار اكثر بتقديم ما يحتاجه من أموال كثيرة، وفقط مقابل توقيعه على شيكات بالاستلام.
يستمر هذا الهذر العام الى أن تخرج كاميليا (صاحبة بيت القمار في القاهرة) من السجن وتذهب الى لبنان.. كي تبتز جلال ثم لتكشف لماجد أوراق جلال القديمة وبأنه زوج وأب لشابين.. فتعلم ثريا بالأمر وتكتشف من خلال جلال كيف ورطها أخوها ماجد هي وشركاتها، بصفقات السلاح المهرب.. فيكون ردها بأن تحول كل أملاكها لأخيها، ولكنها تحتفظ لنفسها ببعض المال نقداً كمصروف جيب (اربعة ملايين دولار فقط) كما تبلغ المدعي العام اللبناني بموضوع صفقات السلاح فتقتل مباشرة اثر خروجها من مكتب المدعي العام.أما جلال فلا يملك سوى الهرب متسللا من لبنان ولا يملك سوى خمسة آلاف دولار.
في هذه الاثناء تأخذ الفبركة التلفزيونية مداها بلا هوادة.. حيث تنطلق كاميليا كالحصان الجامح لتمهد الامور لماجد في القاهرة كمفاجأة تعبر من خلالها عن جدارتها.. فتلتقي بالأم لوسي باعتبارها مرسلة من زوجها جلال، فتقوم الام بطردها، كما تلتقي بالابن مجدي الذي يعمل جرسونا ليعين نفسه بالدراسة، فيطردها ايضاً.. فتتصل بالابنة منى طالبة الطب الجامعية وتستدرجها الى الفندق، حيث يقيم ماجد، بحجة لقاء الملياردير الذي أرسله أبوها حاملا لهم الملايين.. فيكون أن تدخل الطالبة مزاج ماجد، كما قال. وكأنه عمدة صعيدي أو شيخ نفطي لم يلتق امرأة من قبل.
ويبدو أن الطاقم المسؤول عن هذا الهذر قد شعر بسخف ما يقدم لتبرير ايجاد منطق ما يجمع الشامي باليمني فافتعل حكاية الملايين الاربعة التي سحبتها ثريا قبل قتلها.. ذلك ان خبر قتل ثريا قد وصل ماجد خلال لقائه بمنى.
بعد سفر ماجد الى لبنان واكتشافه اختفاء الاربعة ملايين واختفاء جلال ربط بين الأمرين وصارت محاولات ماجد في التقرب من منى والزواج منها لاستعادة هذه الملايين التي سرقها أبوها قبل ان يهرب.
في هذه الاثناء يستعيد العم الصحفي علاء دوره الغائب، اثر اتصال منى به لتطلب المساعدة، فيذهب الى كاميليا مهددا اياها بالسجن اذا لم تبتعد عن اولاد اخيه.. فيقوم ماجد، منتحلا صفة رجل الاعمال الملياردير بعقد صفقة اعلانات ضخمة بمقدم نصف مليون جنيه لايستطيع علاء رفضها بسبب الاوضاع المالية للجريدة، رغم أنه لايعرف شيئاً عن نوع التجارة التي سيعلن عنها، ورغم الشرط الجزائي الذي فرضه ماجد وهو دفع مبلغ اربعة ملايين دولار اذا رفض علاء نشر أي اعلان في جريدته.
كان من المفترض ان يلعب فأر صغير على الاقل في عب صحفي عتيق وصاحب صحيفة مقابل مثل هذا الشرط الجزائي 4 ملايين دولار، ولكنه بارادة الباسوسي وعبد العزيز يوقع!!
أما طالبة الطب الجامعية والتي وشك أن تصبح طبيبة، فتقبل الزواج من ماجد بعد أن لفّ دماغها مع احلام الثراء: مستشفى لها ومدينة سياحية لأخيها مجدي وغنى بلا حدود كي تريح امها الى الابد. تقبل الزواج رغم تهديات الام ونصائح الاخ والعم، وحتى بعد عودة الاب  جلال الذي حذرها بضرورة الابتعاد عن هذا الشر.
هذه باختصار الخطوط الاساسية التي انبنى عليه هذا العمل الذي يتواصل لأكثر من 33 ساعة أو حلقة، فهل تستحق مثل هذه الحكاية كل هذا الهدر بالزمن وبالفن معاً
كلمة أخيرة، لقد بات من الملح والضروري اشراك فنانين وفنيين ومختصين مؤهلين للحكم على مدى صلاحية الأعمال الفنية، قبل عرضها على الجمهور، حتى لا نقع  في كل مرة فريسة لمثل هذا المسلسل البائس.
[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF